سورة آل عمران - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


{الم}.
{الله لا إله إلاَّ هو الحيُّ القيوم}.
{نزل عليك الكتابَ} أي: القرآن {بالحق} بالصِّدق في إخباره {مصدقاً لما بين يديه} مُوافقاً لما تقدَّم الخبر به في سائر الكتب {وأنزل التوراة والإِنجيل}.
{من قبل هدىً للناس وأنزل الفرقان} ما فرق به بين الحقِّ والباطل. يعني: جميع الكتب التي أنزلها. {إنَّ الذين كفروا بآيات الله لهم عذابٌ شديدٌ والله عزيز ذو انتقام} ذو عقوبة.
{هو الذي يصوركم} يجعلكم على صورٍ في أرحام الأُمَّهات {كيف يشاء} ذكراً وأنثى، قصيراً وطويلاً، وأسود وأبيض.


{هو الذي أنزل عليك الكتابَ منه آيات محكماتٌ} وهنَّ الثَّلاث الآيات في آخر سورة الأنعام: {قل تعالوا أتل} إلى آخر الآيات الثَّلاث {هنَّ أمُّ الكتاب} هنَّ أمُّ كلِّ كتاب أنزله الله تعالى على كلِّ نبيٍّ، فيهنَّ كلُّ ما أحلَّ وحرَّم، ومعناه: أنهنَّ أصل الكتاب الذي يُعمل عليه {وأخر} أَيْ: آياتٌ أُخر {متشابهات} يريد: التي تشابهت على اليهود، وهي حروف التَّهجِّي في أوائل السُّور، وذلك أنَّهم أوَّلوها على حساب الجُمَّل، وطلبوا أن يستخرجوا منها مدَّة بقاء هذه الأُمَّة، فاختلط عليهم واشتبه {فأمَّا الذين في قلوبهم زيغٌ} وهم اليهود الذين طالبوا علمَ أجل هذه الأمَّة من الحروف المقطَّعة {فيتبعون ما تشابه منه} من الكتاب. يعني: حروف التَّهجِّي {ابتغاء الفتنة} طلب اللَّبس ليضلُّوا به جُهَّالهم {وابتغاء تأويله} طلب أجل أمَّة محمّدٍ صلى الله عليه وسلم. {وما يعلم تأويله إلاَّ الله} يريد: ما يعلم انقضاء ملك أمَّة محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إلاَّ الله، لأنَّ انقضاء ملكهم مع قيامِ السَّاعة، ولا يعلم ذلك أحد إلاَّ الله، ثمَّ ابتدأ فقال: {والراسخون في العلم} أَي: الثَّابتون فيه. يعني: علماء مؤمني أهل الكتاب {يقولون آمنا به} أَيْ: بالمتشابه {كلٌّ من عند ربنا} المحكم والمتشابه، وما علمناه، وما لم نعلمه {وما يذكر إلاَّ أولوا الألباب} ما يتعَّظ بالقرآن إلاَّ ذوو العقول.
{ربنا} أي: ويقول الرَّاسخون في العلم {ربنا لا تزغ قلوبنا} لا تُملها عن الهدى والقصد كما أزغت قلوب الذين في قلوبهم زيغ {بعد إذ هديتنا} للإِيمان بالمحكم والمتشابه من كتابك.
{ربنا إنك جامع الناس} حاشرهم {ليوم} الجزاء في يومٍ {لا ريب فيه إنَّ الله لا يخلف الميعاد} للبعث والجزاء.
{إنَّ الذين كفروا} يعني: يهود قريظة والنَّضير {لن تغني عنهم} أي: لن تنفع و لن تدفع عنهم {أموالهم} {ولا أولادهم} يعني: التي يتفاخرون بها {من الله} من عذاب الله {شيئاً وأولئك هم وقود النار} هم الذين تُوقد بهم النَّار.
{كدأب آل فرعون} كصنيع آل فرعون وفعلهم في الكفر والتَّكذيب كفرت اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم.


{قل للذين كفروا} يعني: يهود المدينة ومشركي مكَّة {ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد} بئس ما مُهِّد لكم.
{قد كان لكم آية} علامة تدلُّ على صدق محمَّدٍ عليه السَّلام {في فئتين} يعني: المسلمين والمشركين {التقتا} اجتمعتا يوم بدرٍ للقتال {فئةٌ تقاتل في سبيل الله} وهم المسلمون {وأخرى كافرة يرونهم مثليهم} وهم كانوا ثلاثة أمثالهم، ولكنَّ الله تعالى قلَّلهم في أعينهم، وأراهم على قدر ما أعلمهم أنَّهم يغلبونهم لتقوى قلوبهم، وذلك أنَّ الله عزَّ وجلَّ كان قد أعلم المسلمين أنَّ المائة منهم تغلب المائتين من الكفَّار {رأي العين} أَيْ: من حيث يقع عليهم البصر {والله يؤيد} يقوّي {بنصره} بالغلبة والحجَّة مَنْ يشاء {إنَّ في ذلك لعبرة} وهي الآية التي يُعبر بها من منزلة الجهل إلى العلم {لأولي الأبصار} لذوي العقول.
{زُيِّن للناس حبُّ الشهوات} جمع الشَّهوة، وهي تَوَقَانُ النَّفس إلى الشَّيء {والقناطير المقنطرة} الأموال الكثيرة المجموعة {والخيل المسوَّمة} الرَّاعية، وقيل: المُعلَّمة كالبلق وذوات الشِّياتِ، وقيل: الحسان. والخيل: الأفراس {والأنعام} الإِبل والبقر والغنم {والحرث} وهو ما يُزرع ويغرس، ثمَّ بيَّن أنَّ هذه الأشياء متاع الدُّنيا، وهي فانيةٌ زائلةٌ {واللَّهُ عنده حسن المآب} المرجع، ثمَّ أعلم أنَّ خيراً من ذلك كلِّه ما أعدَّه لأوليائه.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8